في الحقيقة لا يمكن تصنيف الشعب حسب درجة صعوبتها، باعتبار :
- في كل شعبة توجد صعوبات،
- كلّ الدّراسات الجامعيّة تمّ تصميمها لتكون في مستطاع طالب جديد ناجح في الباكلوريا، فإن وقع قبولك في شعبة ما فإنّك نظريّا قادر على النجاح فيها،
- لايمكن للجامعة أن تطلق شعبة إلّا وهي متأكّدة من قدرة الناجحين الجدد في الباكلوريا على النّجاح فيها، فانقطاع الطلبة عن الدراسة أو رسوبهم هو في الأخير خسارة للبلاد، باعتبار الميزانية التي تخصّص سنويّا لكلّ طالب ناجحا كان أو راسبا،
- السّنتين الأوليين من الدّراسة الجامعيّة تتطلّبان دائما مجهودا مضاعفا للنجاح،
- إذا عمل الطّالب بجدّ منذ بداية السّنة فإنّ نسق الدّروس لن يفاجئه وسيرى نفسه يتقدّم تدريجيّا في عمله وفي المامه بكل ما يدرس، أمّا من يترك الدّراسة لفترة المراجعة وخاصّة ذلك الذي يتغيّب فإنّه سيفاجأ بغزارة الدّروس والمعلومات التي يجب أن يلمّ بها ويشعر أنّ الدّراسة بالغة الصّعوبة،
- ما يشكّل حقيقة صعوبة في الدّراسة الجامعيّة هي مدى قدرة الطّالب الجديد على تنظيم وقته وعلى تحمّل مسؤوليته بنفسه في جوّ من الحرّيّة في الحضور وفي العمل، حيث تنقص أو تختفي الرّقابة تماما ويبقى الطّالب مسؤولا وحيدا على عمله وعلى استعداده للامتحان.
لكنّ هذا لا ينسينا ما يلي :
- بعض الشعب قد تتطلّب عملا بنسق أعلى من الأخريات مثل المراحل التحضيرية والطب وشعب أخرى،
- بعض الاختصاصات المهنيّة تتطلّب مؤهّلات بدنيّة خاصّة وقدرة على الوقوف المتواصل لساعات أو على القيام بأعمال تتطلّب قوّة في عضلات اليدين مثل التوليد والجراحة والمداواة الطبيعية وعدد من شعب الهندسة ..
قبل الاختيار حاول أن تجمع معلومات لا حول صعوبة الدّراسة فقط بل حسب الممارسة المهنيّة وظروفها، هل أنت مستعد للعمل ليلا ؟ هل أنت مستعدّ للعمل في ظروف مناخيّة أو أمنيّة صعبة (عمل الطبيب قد يتطلّب كلّ هذا وأكثر)، هل تتحمّل العمل مع أناس في حالة نفسيّة صعبة ؟