آخر الأخبار |
مستجدات

فاطمة الفهرية
  
   

التاريخ : 27-07-2018 مطالعات : 8386
مضى أكثر من إحدى عشر قرنا على وفاتها و مازالت تعتبر من أبرز رعاة العلوم في الفكر الإسلامي. فمن هي فاطمة الفهرية التي قال فيها العلامة ابن خلدون : "فكأنما نبهت عزائم الملوك بعدها، وهذا فضل يؤتيه لمن يشاء من عباده الصالحين" ؟ هي فاطمة بنت محمد الفهرية القرشية، امرأة مسلمة عربية من ذرية عقبة بن نافع الفهري القرشي فاتح تونس ومؤسس مدينة القيروان، عاشت في القرن الثالث بعد الهجرة و لا يعرف أحد تحديدا متى ولدت، و لكنها نزحت و هي فتاة صغيرة مع العرب النازحين من مدينة القيروان إلى أقصى المغرب و نزلت مع أهل بيتها في عدوة القرويين زمن حكم الملك إدريس الثاني حتى تزوجت واستقرت هناك. ولم يمض زمن طويل حتى توفي والدها وزوجها ثم مات أخ له تاركين لها هي وأختها أموالا طائلة. كان والدها ضمن المهاجرين إلى فاس، وهو رجل عربي من القيروان ذا مال وجاه ولم يكن له من الأولاد سوى بنتين هما فاطمة ومريم. فلما مان والدهما أحبا تخليد ذكراه فعمدت فاطمة الفهرية إلى مسجد القرويين وأعادت بناءه مما ورثته من أبيها في رمضان سنة 645 هجري. وقد لقبت ب"أم البنين" لكثرة تصدقها و إعالتها لطلاب العلم. بعد بناء جامع القرويين، قام العلماء بإنشاء حلقات درس فيه وكان يجتمع فيها العديد من طلاب العلم. وبفضل اهتمام حكام المدينة بالجامع، تحولت فاس إلى مركز علمي ينافس مراكز علمية معروفة آنذاك كقرطبة وبغداد. وانتقل الجامع بذلك إلى مرحلة البداية الجامعية في عهد دولة المرابطين، حيث قام العديد من العلماء باتخاذ المسجد مقرا لدروسهم. و في عصر دولة بني مرين دخل جامع القرويين مرحلة الجامعة الحقيقية. حيث بنيت العديد من المدارس حوله وعُزز الجامع بالكراسي العلمية والخزانات ويأتي في مقدمة هذه المدارس مدرسة فاس، والمدرسة المصباحية التي أسسها أبو الحسن المدائني سنة 743 هجري. و حسب موسوعة جينيس للأرقام القياسية، فإن القرويين هي أقدم جامعة في العالم و التي لازالت تدرس حتى اليوم. توفيت فاطمة الفهرية في عام 625 هجري ولكن المسجد والجامعة اللذان شيدتهما استمرا لأكثر من ألف سنة كمنبر من منابر العلم في التاريخ الإسلامي.
أضف تعليقا أو اطلب استشارة حول الموضوع أعلاه الدخول إلى فضاء الإستشارات عن بعد
يتمّ الاحتفاظ بما تكتبه في فضائك الخاصّ دون نشر للعموم، ولا يطّلع عليه إلّا مستشارونا وفريق أورينتيني.   إرسال  

تعريف

هذا الموقع يهدف إلى تقديم معلومات ونصائح ووسائل عمل تساعدك على الاستعداد و اتخاذ القرار سواء كان ذلك في ميدان التعليم، التكوين المهني أو التشغيل. لكنه ليس موقعا رسميّا وهو مستقلّ تماما عن ايّ وزارة أو إدارة رسميّة تعمل في مجالات التوجيه أو التعليم العالي أو الثانوي أو التكوين المهني أو التشغيل.

آراء القراء

Top